| 0 التعليقات ]




هجرة النص الشعري، هجرة الداخل
شهادة في ترجمة النص الشعري
عاشور فني -الجزائر

مداخلة في الملتقى الدولي الأول للكتاب العرب في المهجرالمكتبة الوطنية الجزائرية
الجزائرفي 24 -28 جوان 2007



هاجر العديد من الكتاب والشعراء وعادت نصوصهم إلى ثقافاتها ولغاتها تحمل ذواتهم المهاجرة أكثر ألقا وإشراقا. فالهجرة إلى الخارج فعل خارجي مؤقت على ما فيه من دلالات وما يترتب عنه من آثار. واختيار مكان إقامة في الخارج طلبا لظروف أكثر ملاءمة للكتابة أو للعيش لا يعني بالضرورة الانفصال عن الثقافة واللغة وعما يشكل الذات الثقافية للمبدع وإن تبدل مناخ الإبداع وتبدلت العلاقة مع الآخر.

ووراء كل هجرة إلى الخارج هجرة في الداخل. فعادة ما يضطر المهاجر إلى خيار الهجرة باعتباره أفضل من "هجرة" مفروضة عليه في الداخل. وهجرة الداخل هجرتان: هجرة الذات إلى ذاتها أو عن ذاتها.

وقد قال أبو حيان التوحيدي : أغرب الغرباء من صار غريبا في وطنه وأبعد البعداء من كان بعيدا في محل قربه.

وإذا كان لنا أن نقارن بين هجرة الخارج وهجرة الداخل فإننا نقول : ما أن تتوفر شروط العودة الملائمة حتى يعود المهاجر إلى موطنه ويستأنف حياته بين ذويه وفي مناخه الثقافي مع شيء ( قليل أو كثير) من الآثار الباقية من مرحلة الهجرة. وقد تحمل النصوص ذاتها تلك الآثار، وذلك حديث آخر.

أما المهاجر إلى الداخل فإلى أين يعود؟ إلى الخارج؟ هي هجرة أخرى إذن.
وماذا عن هجرة النص؟ وهل تتوفر له شروط العودة إلى ثقافته وإلى لغته ولو عاد صاحب النص إلى وطنه؟

هاجر جبران وعاد نصه النبي إلى موطنه أعني إلى ثقافته الشرقية ولغته العربية ويجهل الكثيرون(عربا وغير عرب) ممن حفظوا النص أو أعجبوا به أنه كتب أصلا باللغة الإنجليزية لا العربية. أما في الثقافات الأخرى فقد اعتبر نصا خارجا عن الأدب: نصا دينيا، وقد رأيت كتاب النبي في بعض مكتبات أوروبا وأميركا الشمالية ضمن جناح الكتب الدينية.

موضوع هذه الشهادة هو: هجرة النص الشعري وهجرة الداخل: هجرة النص إلى جغرافيا ثقافة أخرى. وهجرة صاحب النص في الداخل وهجرة إلى الداخل أيضا ولو بقي الشاعر في موطنه وبين ظهراني أهله وفي محيطه الثقافي. فما هجرة النص ؟ وما هجرة الداخل؟

هجرتي إلى النص الشعري

كان شعر بول إيلوار دليلي إلى اللغة الفرنسية ثم كانت الترجمة العلمية أول نشاط لي في مجال الترجمة من اللغة الفرنسية إلى العربية. ويمكن القول أن الهاجس الأساسي للمترجم عندما يتعلق الأمر بالمادة العلمية هو المصطلح العلمي ودقة المعنى. وغايته هو نقل مضمون معرفي دقيق قابل للفهم والاستيعاب في اللغة الثانية. وواضح من هذا أن المترجم يتجه إلى العقل ويتوخى النقل الأمين للمضمون المعرفي الناجز الجاهز المنفصل عن اللغة نفسها. فاللغة أشبه بالوعاء الذي يحوي المضمون المعرفي.

أما في ترجمة النص الشعري فالأمر على العكس من ذلك تماما. يتعلق الأمر بمجال إبداعي غاية في الذاتية والمفاجأة والإفلات عن الفهم والإدراك بل إن الغموض نفسه جزء من القيمة الفنية التي يتعين الحفاظ عليها بهذا القدر أو ذاك في ترجمة النص الشعري.

إذا كانت ترجمة النص العلمي "نقلا" من لغة إلى أخرى فإن الشائع هو اعتبار ترجمة النص الأدبي " إعادة كتابة" وهناك مقولات عديدة تتعلق بإعادة الكتابة هذه منها أن الترجمة "خيانة جميلة " وكتابة ثانية" للنص الأدبي المترجم وما إلى ذلك مما يدل على صعوبة الترجمة إن لم يكن استحالتها، ويشير عادة إلى تعارض بين قيمتين: الأمانة والجمال.

هجرة النص الشعري

هجرة النص استعارة لانتقال النص من لغة إلى لغة أخرى. هي هجرة بما هي خروج عن إطار لغوي وعن مناخ ثقافي إلى آخر، هجرة إلى جغرافيا ثقافية مغايرة ولو كانت مجاورة.

في بداية اشتغالي على ترجمة الشعر اتخذت مقولة الخيانة الجميلة مبدأ في ترجمة بعض الأشعار من اللغة الفرنسية إلى العربية وكانت نصوص بول إيلوار محور اشتغال لغوي وإبداعي لمدة من الزمن. وقد تضمنت بعض قصائدي الأولى آثار ذلك. وكان المرحوم أبو إلياس الوحيد الذي انتبه إلى ذلك، وعندئذ فقط أطلعته على بعض نصوص كنت كتبتها باللغة الفرنسية ولم أنشرها حتى الآن.

وفي مرحلة تالية اشتغلت على ترجمة نصوص أخرى كتبتها باللغة العربية فترجمتها إلى الفرنسية سنة 2002. وكانت تجربة متميزة تلك التي أتيحت لي أثناء ملتقيات دولية في غمرة اللقاء "بالآخر" وبالشعراء "الآخرين".

سمحت لي هذه التجربة خاصة بتطوير فهمي لترجمة النص الشعري، وابتعدت كثيرا عن فكرة النقل التي اعتمدتها في الترجمة العلمية وعن فكرة إعادة الكتابة معا، بل انتبهت إلى أن أهم ما كنت أقوم به هو القراءة: كان ذلك اكتشافي في مهرجان أصوات المتوسط في "لوديف" بجنوب فرنسا سنة 2002. وقد احتفظت بهذه الفكرة في عملي اللاحق: أن أضع الترجمة في أفق القراءة لا الكتابة: القراءة المزدوجة: قراء لي وقراء ة لقارئ آخر في لغة أخرى.

وكانت سنة الجزائر في فرنسا (2003) فرصة للتفكير في الأمر بشكل مغاير حين التزمت بترجمة مجموعات شعرية لشعراء أصدقاء جزائريين ضمن هدف مزدوج: التعريف بالشعر الجديد في الجزائر واستعادة مساحة اللغة الفرنسية لصالح الإبداع الجزائري.

وأثناء الاشتغال على نصوص محددة انتبهت إلى عناصر جديدة في ترجمة الشعر لم أكن أتبينها من قبل، وأهمها هو النص الشعري باعتباره وثيقة عمل وقاعدة اشتغال اتفاقية تمثل التزاما أدبيا وقانونيا (ككل النصوص)، ولكنه أيضا وثيقة ثقافية معرفية نابضة بالحياة (نصوص عمار مرياش وعياش يحياوي ولخضر فلوس) ومستعصية أحيانا على الإدراك (نصوص مشري بن خليفة) وغير قابلة للتطويع نصوص أحمد عبد الكريم). وهو أحيانا أخرى وثيقة تاريخية تفهم في سياق محدد (نصوص عبد الحميد بن هدوقة: الأرواح الشاغرة).

وقد اعتبرت تلك التجربة مجالا لاختبار فرضيتي الشخصية: أن الترجمة قراءة لا إعادة كتابة ولكنني بكل أمانة لا أدري كيف أفسر النتيجة التي انتهيت إليها:

· تأكد لدي، من ناحية أولى، أن ما أترجمه هو فهمي للنص أما النص فيظل ملكا لقارئ آخر يأتي بعدي وقد يكون هو أنا نفسي، فلو أعدت القراءة لأعدت الترجمة من جديد ولخرجت بقراءة أخرى، أي " نص آخر".
· من ناحية أخرى انتهيت إلى نوع من المفارقة حيث اختلط عليّ ترتيب الأمر واختلطت الوظائف التي كانت واضحة في ذهني: استعصى عليّ مثلا أن أجزم : هل أنا بصدد القراءة أم الكتابة؟ أم هي القراءة الكاتبة أم الكتابة القارئة؟ والواقع أنني لم أعد أجد كثيرا من الفروق بين هذه المقولات فهي كلها متلازمة وهذه حالة لم تتهيأ لي من قبل بهذه الصيغة. وأرى أن النص الشعري بالذات مهيأ لمثل هذا الأمر: يظل دائما قراءة لنص سابق ومنبعا لنص لاحق هو نص القارئ الآتي؛
· تولد لدي نوع من التعلق بالإقامة الدائمة في موطن الهجرة المؤقت ونوع من الافتتان بفعل الترجمة كحد من حدود القراءة أو الكتابة أو كأفق يجمعهما معا، ووجدت نفسي أترجم ما أكتب وأقرؤه في اللغة الأخرى مباشرة كما لو كان ذلك منتهى فعل الكتابة نفسه. وقد اعتبرت أن الفرضية التي اشتغلت عليها أدت إلى أكثر مما كنت أتوقع؛ وهكذا كان مولد نص في لغتين في صيف 2003 (أعراس الماء: Noces d’Eau ).
· تعلمت من ذلك كله أن الكتابة ورشة للعمل والتعلم في نفس الوقت، ومجال للشغل وللعب وللجد والاستمتاع والاستماع والإنصات للذات وللآخر الكامن في الذات أيضا. كان ذلك هو جائزتي الشخصية.

حدود ترجمة النص الشعري

خلال ورشتين لترجمة الشعر بالمركز الدولي للشعر بمرسيليا(نوفمبر 2003) والجزائر (فبراير 2004) اشتغلنا على نصوص شعرية فرنسية وأخرى عربية. كانت تجربة ترجمة النصوص الشعرية متميزة قوامها العمل المنظم المؤسسي المنتظم وحل عمل الفريق محل العمل الفردي. كنت في الحقيقة مستعدا لأن أضع فهمي وأضع كل النتائج والإنجازات السابقة محل اختبار ولكن الأمر كان مختلفا تمام الاختلاف:

· كان الفريق غير متجانس تماما: تجربة وثقافة وانخراطا في العمل وإيمانا بالتجربة نفسها باعتبارها حوارا رفيعا في مناخ إبداعي. وقد تألف الفريق من 3 ثلاثة شعراء جزائريين وثلاث شعراء فرنسيين وميسر يتولى التنسيق. وما يمكن قوله هو أن كل طرف كان شبه مكتف بنفسه ويرى نفسه في غنى عن الحوار العميق مع الآخر؛
· كان العمل التقني نفسه "الترجمة" محل خلاف كبير فبعض أعضاء الفريق عبر منذ البداية عن عدم أهليته لخوض التجربة في حين تمسك آخر بفهم معين والنتيجة أن الفريق غرق خلال يومين كاملين في نص غير متقن في لغته الأصلية. ولكن تبين لي من ذلك أن الترجمة أخذت منحى آخر لم أكن أعرفه: هي جهد تفاوضي يجمع ثلاثة أطراف: المبدع والمترجم (القارئ الوسيط /الكاتب) والناشر والقارئ النهائي. وتدخل في هذا المسار التفاوضي كل العناصر: الثقافة واللغة والقدرة على التبليغ والاتصال والقدرة على الإقناع وقوة الحجة وأيضا الاعتبارات الشخصية والذاتية.
· تبينت لي عدة مستويات تمثل حدودا قصوى:
o الثقافة: تعترض الثقافة أحيانا ترجمة النص الشعري فيكون مستعصيا تماما على الترجمة إلا إذا تم حل المعضلة. من ذلك أن بعض النصوص لم تلق أي قبول لدى الفريق الآخر بل اعترض على اختيار النص أصلا.
o اللغة: تمثل اللغة أحيانا جزء من مشكلة الترجمة فهي جزء من اللعبة الإبداعية وليست مجرد وعاء لمضمون منفصل عنها كما هو عليه الأمر في الترجمة العلمية. من ذلك مشكلات الصياغة والأزمنة والنحو والصرف، والتأنيث والتذكير ومشكلة العدد إلخ؛
o التقاليد الإبداعية: كانت القصائد المقترحة للترجمة في اللغة الفرنسية تتجه إلى ما هو يومي وآني، في حين كانت كثير من النصوص العربية المقترحة للترجمة تتجه إلى ما هو فكري وفلسفي ومتعالم وتنزع إلى التشبث بمظاهر التأمل المجرد باعتباره أفقا حداثيا كان مغيبا في الشعر العربي ؛
o الموقف الإبداعي: كانت النصوص الشعرية في اللغة الفرنسية تميل إلى التجريب والحركة وإلى ما هو آني متحرك وبصري ( شعرية الركح والمشهد حيث يتحول الشعر في بعض الحالات إلى إنجاز مرتجل أمام المتلقين) في حين تنزع الكثير من النصوص العربية إلى اللفظية المفرطة، (على أن هناك محاولات حديثة لارتياد أفق البصري والحركي والمشهدي داخل القصيدة العربية الحديثة)؛
o البنية الموسيقية للغة: تتميز اللغة العربية ببنية موسيقية خارجة قوية ملفتة للانتباه، وقد ورث الشعراء تقاليد الإنشاد المؤثر وهو في نظري يمثل عائقا أمام إدراك شعرية النص. وقد صارحني بعض الفرنسيين ممن حضر بعض أمسياتي باللغة العربية إنهم كانوا يتصورون أن قراءة محمود درويش هي القراءة الوحيدة الممكنة باللغة العربية. وتتميز اللغة العربية بطغيان الحروف الحلقية بينما تمتاز اللغة الفرنسية خاصة بالحروف الشفوية الهامسة مما يجعل مناخ القراءة مختلفا تمام بين اللغتين.


الهجرة إلى الداخل

أود هنا أن أشير إلى ظاهرة معروفة طبعت الأدب الجزائري المعاصر منذ الحركة الوطنية في بداية القرن العشرين: تعايش أدبين متجاورين ينتميان إلى لغتين مختلفتين تمام الاختلاف ويعبران عن ثقافتين متناقضتين في كل شيء : أدب مكتوب باللغة العربية (الفصيحة أو الدارجة في المسرح خاصة ويضاف إلى ذلك ظهور نصوص منشورة باللغة الأمازيغية في العشريتين الأخيرتين)، وآخر مكتوب باللغة الفرنسية.

وقد نشأت بعض التعابير الأدبية الحديثة بإحدى هذه اللغات دون الأخرى ثم انتقلت إلى بقية اللغات الأخرى المتداولة.

فتأسست الرواية الجزائرية في اللغة الفرنسية بقدر ما تأسست في اللغة العربية إن لم يكن قبلها بقليل. أما الشعر فقد كان سيد الموقف في اللغة العربية الفصيحة والدارجة والأمازيغية. وظهر بعد ذلك شعراء جزائريون باللغة الفرنسية أما المسرح الجزائري فقد بدأ باللهجة الدارجة وأما النصوص المسرحية المكتوبة باللغة العربية أو الفرنسية فقد تطور في سياقات مختلفة ليس هذا محل مناقشتها.

وما كان يجمع كل هذه الأجناس في كل هذه المجالات اللغوية هو القضية الوطنية، ولو من زوايا مختلفة وبطروحات متباينة فكانت الأطروحة الثورية الاستقلالية تناهض الإصلاحية أو الاندماجية.

كان المرحوم يوسف سبتي أول من استخدم مصطلح "الأدب المهاجر" في سياق الحديث عن الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية، كما كان أول من أشار إلى اطراد ظاهرة الرجوع إلى اللغة الأم العربية أو الأمازيغية تحت أشكال مختلفة لدى كتاب اللغة الفرنسية الجزائريين.

وأولى محاولات الهجرة إلى الداخل وقعت في الخمسينيات مع ظهور كتاب اللغة العربية (الطاهر وطار وبن هدوقة في الرواية ) وتـأكدت بعد الاستقلال حين ظهر كوكبة من المبدعين باللغة العربية بل وتخلى المؤسسون الأوائل عن لغتهم الإبداعية الفرنسية التي أسسوا بها لأدبهم (ومنهم يوسف سبتي صاحب مقولة الأدب المهاجر) وهاجروا إلى الداخل: إلى الكتابة بالعربية الدارجة (كاتب ياسين في المسرح مثلا) أو إلى الأمازيغية. ومنهم من انتقل إلى البحث في تراث الجزائر الثقافي العريق(مولود معمري). ثم ظهر الجيل الثاني الذي كان بوسعه الانتقال بين اللغتين العربية والفرنسية بكل يسر (رشيد بوجدرة خاصة و عبد الحميد بن هدوقة ).

وخلال ربع قرن من الاستقلال نشأ جيل جديد من الكتاب باللغة العربية وأصبحت استعادة الهوية الثقافية مطلبا شعبيا وكان لا بد من البحث عن توازن جديد بين المجالات الثقافية واللغوية وانتقل مركز الثقل من المجال اللغوي البحت (التقابل بين المفرنسين والمعربين) إلى المجال السياسي والإيديولوجي (التعارض بين التقدمية والرجعية في الثقافة والأدب خلال مرحلة طويلة).

وعرفت العشرون سنة الأخيرة من القرن العشرين بروز نزعة متطرفة في الثقافة الجزائرية شملت كل الاتجاهات السابقة وحاولت إعادة تأسيس فهم جديد للتاريخ الثقافي الوطني قائم على تجزئة العناصر التي صنعت لحمته خلال قرون من الزمن والتي تضافرت خلال فترة التحرير والبناء الوطني لبناء ثقافة الوطن بديلا للجماعة الثقافية.

وفي السنوات الأخيرة عاد بعض المؤلفين والشعراء إلى الكتابة باللغة الفرنسية في نوع من الهجرة الثانية في سياق التطورات الأخيرة وتبعاتها المتمثلة في الهجرة إلى الخارج، واللقاء بالآخر: الآخر الخارجي والآخر الداخلي أيضا.

وأعتقد أن هناك إعادة توازن لمجالات الإبداع تأخذ فيه اللغات الأجنبية الأخرى(غير الفرنسية) حيزا معقولا في الأدب الجزائري.

بل إن الهجرة إلى اللغات الأجنبية ومنها الفرنسية أصبحت وسيلة للاتصال بالداخل، فالكثير من الذين كتبوا في الداخل لم يصل صوتهم إلى بلدهم الذي كتبوا فيه، واضطروا إلى اتباع طرق أخرى منها الكتابة باللغة الفرنسية والنشر في الخارج للعودة إلى الوطن بصورة المهاجر العائد بعد اغتراب. ويستوي في ذلك الذين هاجروا إلى المشرق والذين هاجروا إلى المغرب أو إلى الغرب. بل إن العديد من الأصوات الجديدة فرضت نفسها في الجزائر عن طريق المسابقات الأدبية التي تجري في المشرق أو بنيل جوائز في الغرب.

فهل أصبح الاغتراب منفذا إلى الوطن؟

0 التعليقات

إرسال تعليق